- الدوافع الحقيقية التي تضطر أسياس إلي تحسين علاقته بأوغندا :
من المعلوم بداهة أن أسياس أفورقي و يوري موسفيني كانا يشكلان أهم ركائز القادة الجدد لأفريقيا من وجهة نظر الإدارة الأمريكية في عهد كلينتون وقد عولت عليهم أمريكا كثيرا في استقرار منطقة القرن الأفريقي والبحيرات، غير أن واحد ا من هذه الأعمدة تحول مما هو مؤمل منه إلي معول يهدد الاستقرار في المنطقة وهو الرئيس الإرتري اسياس أف ورقي بينما نجح نظيره اليوغندي بهدوء إلي تحول منطقة البحيرات من بركان متفجر تشتعل فيه الحروب الأهلية والنزاعات إلي بركان في طريقه للخمود عدي فوهات محصورة في حوض نهر الكونغو ، أما منطقة القرن الأفريقي التي كانت تعاني من النزاع الدائر في الصومال عقب انهيار نظام سياد بري و منقستو في عام 1991 ، ما لبثت أن انفجرت فيها حرب طاحنة كان طرفاها أهم حليفين لأمريكا مما اضطر الإدارة الأمريكية تلقين الطرف المتعنت درسا في الانصياع وهو الطرف الإرتري لذلك نجد النظام الإرتري يلقي باللائمة علي أمريكا التي ساعدت إثيوبيا في الحرب ضده وألحقت به هزيمة منكرة وكانت يوغندا في بداية الأزمة حاولت التوسط بين الطرفين من خلال دعمها للمبادرة الرواندية الأمريكية التي اضطلع بها الرئيس الرواندي بول كاغامي أحد القادة الجدد في أفريقيا الذين تعول عليهم الولايات المتحدة الأمريكية والصديق المقرب من يوري مسفني إن لم نقل تلمذه الوفي ، غير أن اسياس لم يتجاوب مع هذه المساعي ورفض المبادرة فسحب كاغامي المبادرة وبذلك خسر اسياس اثنين من أهم أصدقاء أمريكا في المنطقة هما كاغامي ومسفني ، مع العلم أن اسياس كانت تربطه علاقات جيدة مع رواندا وقد ساهمت إرتريا بقوات رمزية في عام 1994 لحفظ السلام في رواندا كما قام اسياس بزيارة إلى رواندا و يوغندا في عام 98 بعد اندلاع النزاع مع أثيوبيا من أجل عكس وجهة نظره حول النزاع وربما التأثير علي الموقف الأمريكي من خلال حلفائها في المنطقة.
- العلاقات الإرترية اليوغندية :
قامت بين أسياس وموسفيني علاقات شخصية اتسمت بالحميمة وانعكست في الجانب الرسمي قيام علاقات جيدة بين إرتريا ويوغندا طوال عقد التسعينات وتبادل الطرفان العديد من الزيارات الرسمية غير أن هذه العلاقات لم تتجاوز مبدأ حسن النوايا وذالك لمحدودية إمكانات البلدين فيوغندا بلد زراعي تعتمد علي تصدير البن والتبغ والشاي والقطن بينما إرتريا تفتقر إلي كل شي لذا لم يكن لهذه العلاقة أي مردود في جوانبها الاقتصادية وهي أشبه بعلاقة أصدقاء يجتمعون في نادي من أجل التزجية والاستجمام فيوغندا في عهد موسفيني قبل التحرير لم تكن من المؤيدين لحق الشعب الإرتري وهذا التحول في العلاقة كان سببه تطابق وجهات النظر بين الطرفين من الراعي الأمريكي و الغربي ليس إلا ، وعداء سافر لدول الجوار خاصة السودان وقد تلقت الدولتان دعما أمريكيا لموقفهما هذا من السودان كانت وراءه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، وعند وقوع النزاع الحدودي بين إرتريا وإثيوبيا حاولت يوغندا التوفيق بين الطرفين سواء مباشرة أو بدعم المبادرة الرواندية الأمريكية ، وبعد انتهاء الحرب بين الطرفين حاولت يوغندا التقريب بين اسياس وأمريكا وذالك عندما جاهر أسيا س بالعداء ضد أمريكا فقد زار موسفيني مصوع والتقي اسياس وحاول إفهامه بأن لا يشذ عن قوانين اللعبة وذالك باعتبار أمريكا اللاعب الرئيسي في الإقليم غير أنه صدم من عنجهية رأس النظام عندما لم يستجيب لنصائحه وهذا ما انعكس فيما بعد في موقف موسفيني من اسياس حين خاطب أصدقائه الأمريكان بالقول : أن مجلس الأمن يتعين عليه أن يخاطب اسياس ممسكا بعصا غليظة.
وكانت مواقف الرئيسان قد تباينت حول عدد من القضايا منها مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية والتي رعتها مجموعة دول الإيقاد ود عمتها أمريكا فكانت إرتريا لا ترغب في حل النزاع لذالك استدعي اسياس جون جرنج في عام 2005م وطلب منه الامتناع عن التوقيع علي الاتفاق فكان رده أن عصي أمريكا الغليظة كانت مسلته علي رأس السودان أما الآن فهي فوق رأسي لذا كانت إرتريا غائبة حتي من حفل التوقيع ولم تقدم لها دعوة رسمية ، ثم جاء الوضع في الصومال حيث دعمت يوغندا التدخل من قبل الإيقاد عسكريا ومعها إثيوبيا ورواندا وبدعم من أمريكا وعارضته في المقابل إرتريا مما أدي إلي تصاعد وتيرة العداء بين الطرفين وأصبحت يوغندا تري في إرتريا مهدد للأمن في الإقليم وذالك بتسليح الجماعات المتحاربة في الصومال وأنها تحاول نقل صراعها مع إثيوبيا إلي الصومال فقد جاء في احدي برقيات ويكلكس عام 2007م رفعها سفير أمريكا في يوغندا يذكر فيها قول موسفيني أن اسياس مشغول بالإطاحة برئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي ومن أجل ذالك يقوم بتسليح المعارضين الصوماليين .
- موقف البلدين من الشأن الصومالي :
كانت إرتريا تحاول دوما ، نقل صراعها مع إثيوبيا إلي الأطراف غير المباشرة لإدراكها أن الصراع الحدودي مع إثيوبيا في غير صالحها ولذالك نقلت كل جهدها إلي الصومال للفراغ السياسي الذي يعيشه الصومال كما حاولت أيضا أن تستفيد من ورقة جنوب السودان وذالك من خلال التواجد الأمني والاقتصادي فيه غير أنها لم تستطع تحقيق نجاح يذكر مما أضطرها للانصراف بكل جهدها في الملعب الصومالي لإحداث قدر أكبر من الفوضى والبلبلة فيه ، ومن المفارقات الغريبة أن إرتريا لم تقم علاقات مع الصومال حتى عام 2002 م وذالك عندما اعتبرت في ذالك العام سفيرها في كينيا سفيرا غير مقيم لإرتريا في مقديشو مع أنها كانت تكرر باستمرار بأن دعمها للمجموعات الصومالية ينبع من موقفها الذي يري ضرورة مكافأة الصوماليين لموقفهم الثابت للحق الإرتري إبان الكفاح المسلح وهي كلمة حق أريد بها باطل لأنها لم تتذكر محنتهم إلا في عام 2002م وهذا يضطرنا إلى وضع علامات استفهام كبيرة أمام مواقف نظام اسياس من المسألة الصومالية .
كانت يوغندا دوما إلي جانب السياسات الأمريكية لذالك اندفعت مع بقية دول الإيقاد في التدخل عسكريا في الصومال بقوة محدودة من إثيوبيا وبوروندي ويوغندا هذا التدخل كان السبب الرئيسي في توتر العلاقات بين البلدين وذالك بسبب اتهام يوغندا لإرتريا بدعم المجموعات التي كانت تقاتل القوة الأفريقية بل تطور إلي اتهام صريح من الرئيس اليوغندي يوري موسفيني خلال عام 2007م أن إرتريا تقوم بتسليح الجماعات المتطرفة في الصومال وأنها عامل من عوامل عدم الاستقرار في الإقليم ولذالك عملت يوغندا أثناء وجودها في مجلس الأمن في عام 2009م علي صياغة مشروع القرار لفرض عقوبات علي إرتريا من قبل مجلس الأمن وذالك علي أساس دعمها لأطراف صومالية تعمل ضد حكومة شريف وتهديدها لجبوتي و افتعالها لنزاع حدودي معها وقد تم صدور القرار في ديسمبر 2009م وبصدوره تعزز العداء بين الجانبين.
وقد قامت حكومة اسياس بمحاولات يائسة لثني يوغندا عن مساعيها في مجلس الأمن فقد قدم اسياس في منتصف عام 2009م دعوة إلي الرئيس اليوغندي موسفيني لزيارة إرتريا ليوضح أبعاد المشكلة الصومالية كما جاء في إفادات وزير الإعلام في النظام الإرتري علي عبده أحمد في مقابلة مع جريدة الشرق الأوسط العدد 11205 2/ 8/ 2009م غير أن الرئيس اليوغندي رفض الدعوة مما اضطر النظام للرد على الموقف اليوغندي علي لسان وزير الإعلام الإرتري أن هذا الموقف مخزي واعتبر يوغندا أنها تنتهج ذات السياسات التي تتبعها دول الإيقاد في التعاطي مع الشأن الصومالي في اتهام واضح ليوغندا بأنها تتبني السياسات الأثيوبية .
كما اتهمت إرتريا الرئيس اليوغندي بتحريض الإدارة الأمريكية ضدها من خلال تحريض مساعدة وزير الخارجية الأمريكي جنداي فريزر حين طلب منها توجيه تهديد لاسياس وللمعارضين الصوماليين المقيمين في أسمرا بوضعهم في قائمة الإرهاب إذا لم يغادروا أسمرا ، وقد يذكر القراء الحملة الشعواء التي شنتها وسائل إعلام النظام علي جنداي فريزر حين وصفتها بالمبتدئة في تعلم السياسة مقارنة بأساطين السياسة في حزب الجبهة الشعبية كما سخرت من أصولها المنحدرة من جنوب إفريقيا في استعلاء مقيت ، كما لم يغب عنها أن تذكر أمريكا بأنها ستفشل في الصومال وأن حكومة شريف تنتظر شهادة وفاتها لأنها أي الجبهة الشعبية لا تقف إلي جانبها .
هذه المواقف باعدت بين النظام في أسمرا ويوغندا وعزز كل طرف موقعه ضد الأخر فيوغندا تحركت في مجلس الأمن والإيقاد والإتحاد الأفريقي من أجل عزل إرتريا مدعومة من إثيوبيا وبتحريض مباشرة من أمريكا بينما سعت إرتريا لبرهنة قوة موقفها بالتحرك في الصومال وفي داخل يوغندا وبالتلويح بتهديد موسفيني من عقر داره ، ففي أواخر شهر يونيو هددت حركة الشباب الصومالية يوغندا وبوروندي باستهدافها مباشرة ليعقب ذالك التهديد التبني الصريح لانفجار كمبالا الذي و قع في 10 يوليو 2010 م وراح ضحية أكثر من 70 شخصا ، مما دفع الرئيس اليوغندي تعزيز قوات بلاده إلي 2000 جندي بدلا من 700 وطلب من مجموعة الإيقاد بزيادة القوة الموجودة في الصومال من ستة ألاف إلي عشرين ألف جندي هذا التطور علي الملعب الصومالي فاقم من علاقة الطرفين وأضعف من موقف الجانب الإرتري في صراعه مع العدو اللدود إثيوبيا .
- ما الجديد في زيارة اسياس ليوغندا :
مر معنا أن اسياس وجه دعوة إلي موسفيني ، والآن يحاول اسياس أن يجد مسلكا يخرج من خلاله من العزلة المفروضة عليه وهو طريق شاق تعمل إثيوبيا علي عرقلة المساعي الإرترية الهادفة للإفلات من العزلة ، كما أن يوغندا تشترط علي إرتريا إذا رغبت في العودة إلي الإيقاد التي جمدت عضويتها فيها بملء إرادتها الاعتراف بحكومة شيخ شريف التي كانت تراهن بأنها زائلة لا محالة . يضاف إلي ذالك الابتعاد عن دعم الجماعات الصومالية ، ورفع يدها عن الشأن الصومالي وغيرها من المطالب التي يتوجب علي إرتريا الانصياع لها ، فزيارة اسياس ليوغندا هي محاولة للفكاك من العزلة المضروبة حول نظامه و ذلك عن طريق يوغندا أما رسالة يوغندا لإرتريا في هذا الشأن واضحة وهي أن اللاعب الرئيسي والوحيد في الإقليم هي أمريكا وأن على اللاعبين الصغار الالتزام بقوانين اللعبة وربما قد يطلعه علي العصا الغليظة التي طالب تخويفه بها.
حاول إعلام النظام تصوير الزيارة بأنها اقتصادية بالدرجة الأولى وهذا يتسق ويتواءم مع سياسة التضليل التي ينتهجها مع افتقاره بالضرورة للشفافية والاستقلال، وهذا يدعونا للبحث عن المرد الاقتصادي لهذه العلاقة ، المعروف أن يوغندا بالمقاييس العالمية بلد فقير ومتخلف فالميزان التجاري اليوغندي متدني حيث تبلغ الصادرات اثنين مليار دولار و الواردات ثلاثة ونصف مليار دولار مع ديون تقارب الأربعة مليارات من الدولارات مع أنها قد حصلت على إعفاءات كبيرة لديونها من الدول الغربية ومستوي التضخم فيها يزيد علي 21% مع تدني عملتها أمام العملات الحرة ويشكل قطاع الخدمات أهم القطاعات الاقتصادية إذ يساهم بنسبة 49% في الناتج الإجمالي المحلي ويعمل فيه 13% من اليد العاملة اليوغندية ويشتمل علي مجال الخدمات الصحية ، وتقنية المعلومات ، و الخدمات المالية ، وقطاع النقل ، يأتي من بعده القطاع الزراعي و يساهم بـ 29% في الناتج المحلي الإجمالي ويستوعب 80% من اليد العاملة في البلاد ، ثم الصناعة وتساهم بـ 24% في الناتج الإجمالي المحلي وأهمها تحضير المواد الزراعية للتصدير مثل البن والشاي و النسيج والتبغ بالإضافة إلي تعدين النحاس والذهب ومما تقدم يتضح لنا أن من غير المؤمل أن تقوم علاقات اقتصادية متينة بين البلدين لعدة أسباب :
1 ـ تباين النظام الاقتصادي في البلدين فيوغندا تتبنى اقتصاد السوق الحر منذ عام 1987 ، بينما الاقتصاد الإرتري موجه تتحكم فيه الدولة وتديره شركات حزب الجبهة الشعبية .
2 ـ تستورد يوغندا المعدات والآلات بشكل رئيسي وليس لدي ارتريا ما تساهم به في هذا المجال ، في المقابل ارتريا لا تستطيع الاستفادة من إعادة تصدير المنتجات اليوغندية لارتفاع تكلفة النقل بين البلدين ولتمتع يوغندا بالأفضلية لدي السوق الأوروبية والأمريكية وهي ميزه لا يتمتع بها الاقتصاد الارتري .
3 ـ تعتبر يوغندا أكثر تقدما في مجال الخدمات من ارتريا وقد وضح ذلك جليا في سوق العمل في جنوب السودان حيث تسيطر يوغندا علي الصناعات الفندقية والخدمية في هذا البلد الناشئ ، بينما يقتصر دور العمالة الإرترية والأثيوبية في المناولة فقط ( الباعة ) وربما الترفيه ، وهذا التخلف يعني أن إرتريا لن تستفيد من هذا القطاع الذي يسيطر علي ما يقارب الخمسين في المائة من الاقتصاد اليوغندي ولا يستطيع أن يجاريه عند المنافسة .
4 ـ تعتبر يوغندا بلد مفتوح أمام الاستثمارات الأجنبية وقد استفادت يوغندا كثيرا من هذه السياسة بدخول رؤوس أموال ضخمة إليها بسبب مرونة السياسات الاقتصادية فيها وتمتعها باستقرار سياسي وأمني نسبيا مقارنة مع محيطاها بينما إرتريا تفتقر إلي رؤوس الأموال التي تمكنها من الاستفادة من هذه السوق كما لا يوجد في ارتريا رجال أعمال مقتدرون ، وإن كانت قد حاولت الفضائية الإرترية إيهام الرأي العام الإرتري بوجود رجال أعمال ارتريين في تلك المنطقة ، غير أن الحقيقة هي أنهم مجموعة من تجار التجزئة والوسطاء التجاريين من منسوبي جهاز أمن الجبهة الشعبية ممن يتسترون تحت غطاء التجارة .
5 ـ اعتماد الاقتصاد اليوغندي علي الدعم الكبير الذي توفره له أمريكا من خلال المنح و القروض ، بالإضافة إلى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تنفذ برامج بمئات الملايين من الدولارات في يوغندا ، منها الدعم المخصص لمكافحة الايدز في أفريقيا ، والدعم الأمريكي المخصص لمكافحة الإرهاب . وكثيرا ما أبدت حكومة الجبهة الشعبية امتعاضها من حرمانها من الدعم المخصص لمكافحة الإرهاب .
6 ـ الفائدة الوحيدة التي يمكن أن يجنيها الاقتصاد الارتري من هذه العلاقات هي حصول ارتريا على دعم لمشترياتها من أدوية نقص المناعة ( H. I. v ) ضمن البرنامج الأمريكي لمكافحة هذا المرض في أفريقيا .
أما قراءتنا البيان الختامي توحي بأن لا جديد يؤمل من زيارة أسياس لكمبالا وقد أكدت تسريحات سفير يوغندا لدى أثيوبيا مول كاتندي وكانت بمثابة تطمين لأثيوبيا ومجموعة الإيقاد بأن لا جديد تحت الشمس أو في الخفاء حين يتعلق الأمر في التعاطي مع النظام الإرتري .
قبل أن نختم نتطرق لأمر فيه شيء من الترويح لا بد من أن نذكره وهو أن الجبهة الشعبية كثير ما تقع في مطبات حفرتها بيدها ونادرا ما تتعلم من أخطائها كما لا تحسن قراءة التاريخ لتستوعب تجارب الأمم.
يروي أن حاكما مغوليا في الهند أشكل عليه أي الأديان أصح لكثرة الأديان التي كانت تعج بها الهند فذكر الهندوس أن ديانتهم هي الأصح وكذالك المنوية والكمفو شستية فما كان منه إلا أن أمر بأن يجمع له أطفال رضع وأمر يفصلهم عن المجتمع وتقوم أمهاتهم بإرضاعهم فقط وأنه سيسألهم عند بلوغهم سن الرشد أي الأديان أصح بعد عرضها عليهم أي كل ديانات الهند وفي اللحظة المطلوبة جمع كل أهل مملكته وأخرج هؤلاء الأطفال الذين لم تتلوث قريحتهم وعرض عليهم الأديان التي كانت تنتشر في الهند ومن ثم طلب منهم الإجابة أي الأديان أصح فلم يجيبوا واكتشف أنهم لم يتعلموا أي لغة وبالتالي لم يفهموا حديثة فذهب جهده هباء ، ففي مرحلة من مراحل تخبط الجبهة الشعبية قررت أن تستعيض عن الشعب الارتري بأطفال تتولي تربيتهم ليشكلوا النواة الحقيقية للمجتمع الاشتراكي الذي تنشده فقامت بعزلهم وتلقينهم مبادئ فكرها الانعزالي وفي أواخر الثمانينيات كلفتهم بمهام جماهيرية كان خطابهم مع الجماهير تهشيم العظام بالعصا والتلويح بالرصاص ذات المواقف تمارسه الجبهة الشعبية حتى الآن لأنها لا تتعلم من أخطائها الشنيعة وقد أمضت كل عمرها في التجارب علي الشعب الإرتري المغلوب علي أمره.